كيف نبدأ التغير؟
إسماعيل رفندي
من خلال مطالعاتي ومتابعاتي في مجال العلوم النفسية والتنمية البشرية، رأيت هذه الدراما الذاتية عدة مرات وعلى لسان كتاب وخبراء عدة،لتوضيح عملية التغير،وكيفية البدء به او متى نقوم به،يقول احد أهل التنمية مبينا المثال القصصي(عندما كنت شابا حرا طليقا،ولم تكن لمخيلتي حدود كنت احلم في تغير العالم،وكلما ازددت سنا وحكمة كنت اكتشف ان العالم لايتغير لذا قلت كان من طموحي الى حد ما أن قررت تغير بلدي أكثر إلا أن بلدي هو الآخر بدا وكأنه باقٍ على ما هو عليه.
وحينما دخلت مرحلة الشيخوخة،حاولت وفى محاولة يائسة أخيرة تغيرعائلتي ومن كانوا اقرب الناس لى.ولكن باءت محاولتى بالفشل.
واليوم وأنا على فراش الموت،أدركت فجأة كل ما هو فى الأمر، ليتنى كنت قد غيرت ذاتي فى بادئ الامر، ثم بعد ذلك حاولت تغير عائلتى ثم بإلهام وتشجيع منهما،ربما كنت قد أقدمت على تطوير بلدي ومن يدرى،ربما كنت قد استطعت ذلك.
حقا إنها قصة واقعية طريفة ،ولكن كطبيعة الذات الإنسانية الطاهرة وصل ما أكد عليه الوحي الالهى (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) بمعنى مستحيل ان تقدر على تغيرالقوم والبيئه والواقع دون تغير الذات والتربية والتزام بالسلوكيات النفسية المستقيمة (قد افلح من زكاها) وفق هذا المفهوم نصل الى ان التغير يجب أن يكون : ذاتيا ثم موضوعيا ومن ثم واقعيا وهلمَّ جرا ..
أي الإعداد الذاتي لعملية التغير للقدرة على عمليات التأثير فى الواقع والحياة لأنه بدونها لايأتى التغير، وعلى مر التاريخ البشرى ، من بدأ بها فاز وانتصر سواء على الذات او على البيئة البشرية
(كيف تستفز ذهنك للتغير) ؟
كما قلنا اتفق اهل التنمية والتغير على مصطلحات ومفاهيم وأسئلة استفزازية للذهن قبل واثناء العمليات التغيرية مثل:-
لماذا اقوم بالتغير ؟ هل التغير ضروري ؟ ماهي الايجابيات والسلبيات وراء التغير؟او لماذا لا اقوم بالتغير؟أليس التغير تطويرا؟وأليس التطوير مطلوبا؟أو كيف أعالج ضعفي وسلبياتي وتأخري إن لم أتغير؟
كما أن الأسئلة و الاستفسارات الذاتية لابد الوقوف عليها والالتزام بأجوبتها لمن أراد التغير .
ومن ثم تأتي جدوى التغير وفق قناعاتك وما تصل إليه من أجوبة ،لأنه عملية ذاتية روحا ونفسا وعقلا،ان لم تقتنع فى أعماقك به ،لم تقم بتنفيذ الفكرة ولم تستجب بالصدق للتاؤل ولم ترزق بهمة التغير.
(مقايس داعمة)
هناك عدة مقايس داعمة بصورة موضوعية لابد التأكد عليها والاهتمام العلمي بها للإقدام على عملية التغير:
1- كما قال أنطونى روبنز ارفع مقايسك،ومن خلالها ترفع الهمة والمشاعر والاهتمامات والقوة الدافعة لان المقايس تعطيك الإشارة سواء كان للصعود او النزول للاستمرارية او الوقوف لبقاء الوقود الذاتي او نفاذه.
2- قيّم اهتماماتك وقم بتصنيفها وضع جدولا لها حسب عقلية الأولويات.
3- الاهتمام الجاد بالحالة النفسية الايجابية وترتيب عدة رسائل ايجابية ذاتية للقدرة على الإقدام والتنفيذ العملي .
4- حاول أن يكون كل شرح واضحا عندك ولاترضَ بالمبهم او عدم الوضوح والنتائج غير المعروفة،اى الهدف يجب ان يكون محددا و واقعيا ومنسجما مع ذاتيتك.
5- حاول ان تكون فى اجواء مؤيدة وأصدقاء ايجابيين وظروف مهيأة قدر الإمكان،وخذ لنفسك أمثلة من الناجحين وأهل الإرادة والقد وات الصالحة.
6- حاول بكل ماتملك إزالة الحساسيات المحبطة ولا تستجب للرسائل السلبية سواء كان من ذاتك أو من الآخرين أو من ظروف طارئة،لأنها كلها ليس بإمكانها الصمود أمام همتك.
منقول لكم